روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | محاولــة ناجحــة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > محاولــة ناجحــة


  محاولــة ناجحــة
     عدد مرات المشاهدة: 2084        عدد مرات الإرسال: 0

أخيراً انتهى الدوام! كان قمة الملل والضيق ولم أشعر في حياتي بما شعرته اليوم...

لم أستطع كتابة المقالة للجريدة وكلما حاولت فشلت! أعرف أنني فاشل، وأندم لأنني أبديت إهتماماً وسعيت لأن أقبل بهذه الوظيفة لما كنت لا أملك الإبداع أصلاً! الآن تورطتُ وإنتهى الأمر، وعليّ أن أكتب للجريدة لأنني تعاقدت معها وليس لديّ مصدر للرزق سواها!

كلما أمسكتُ القلم يغالبني الفتور وتمسك السلبية بخناق روحي بقبضات لَزِجة، وكلما أزحت هذه القبضات إنزلقت ورحبت روحي بإحتضان الحياة، وإنشرح صدري واثقاً، ولكنها تعود إليّ بسرعة كأنها قطعة مطاط ترتدّ بقوة أكبر... ثم يعود الضِّيق! لماذا كل هذا الضيق؟!

شعور بخواء الحياة وفراغها من كل معانيها وسخافة كل من عمل لأجلها أو أبدى رغبة لأن يحيا بسعادة، نظرة إستغباء لكل الناس ولكل القصص والأفلام والكتب وكل شيء.. كل شيء.

لا أريد الحديث مع أحد لأنني عندما أجالد نفسي لأكلمهم أحسّ بأن معدتي تمزِّق نفسها إنتقاماً مني.

أتدري حين يصبح صباحُك ليلاً معتماً، وأشعةُ الشمس سكاكينَ تطعنك في كل أنحاء جسدك، ومشكلتك مصيبة؟! تسألون لم كل هذا؟ لا أدري ولا أقوى على المقاومة... لن أفكر أكثر... انتهى.

سجل أحمد خواطره هذه على ورقة ورمى بها على الأرض، وأقفل النور وتكوّر على نفسه كقطة مشردة على سرير... وأخمد أنفاس أفكاره في وسادته.

بعد دقائق قام فجأة ورفع الورقة عن الأرض وقرأ ما كتب، فتسلل الأمل إلى نفسه! سبحان من خلق من الهَمِّ فرَجاً ومَخْرجاً! سبحان مَن جعل الدنيا دار شقاء وإمتحان: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود:7] فغرس في المسلم ثقافة العمل وأعلى من قيمته وجعله قرين الإيمان: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

عندها أضاف على أفكاره تلك قول الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:6]، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4]... ووضع الورقة بجانبه ليُرسلها إلى الجريدة في الصباح..

الكاتب: سيرة عطرة.

المصدر: موقع منبر الداعيات.